الدولار الأمريكي يهبط إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2022 مع تراجع التضخم بشكل كبير
شهد الدولار الأمريكي تراجعًا كبيرًا في شهر يوليو حيث انخفض إلى أدني مستوياته في 15 شهر في 13 يوليو عقب اظهار معدلات التضخم تراجعًا كبيرًا التي وصلت إلى أدني مستوي لها منذ مارس 2021، وقد غذي الانخفاض السريع في التضخم توقعات المستثمرين بأن زيادات البنك الاحتياطي الفيدرالي في أسعار الفائدة قد تقترب من نهايتها.
تراجعت العملة الأمريكية بنسبة 2.6% حتى الآن في يوليو، لتسير على المسار الصحيح لأسوأ أداء شهري لها منذ نوفمبر 2022، وتراجعت بشكل متسارع بعد أن أظهرت البيانات الصادرة يوم الأربعاء (12 يوليو) أن التضخم في الولايات المتحدة في يونيو جاء عند 3.0% على أساس سنوي، تراجعت ضغوط الأسعار بشكل مطرد خلال العام الماضي بعد أن رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بأسرع وتيرة في أربعة عقود.
كتب المحللون الاستراتيجيون في سوق تداول Forex في مذكرة: “المفاجأة السلبية في تضخم مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر يونيو أدت إلى انخفاض الدولار إلى مستويات منخفضة جديدة لهذا العام، بالنسبة لاتجاه الدولار الكبير قد يكون هذا هو بداية التراجع الدوري الذي طال انتظاره”.
الدولار الأمريكي يتراجع منذ نهاية العام الماضي
كان الدولار يضعف منذ أواخر عام 2022 وسط تكهنات بأن تباطؤ التضخم سيسمح للبنك المركزي الأمريكي بالتوقف عن رفع أسعار الفائدة أو حتى البدء في خفضها في المستقبل المنظور، تميل أسعار الفائدة المنخفضة إلى جعل العملة أقل جاذبية للمستثمرين الدوليين الذين يسعون للحصول على عوائد أعلى، ومنذ مارس 2022 رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس، بدءًا من مستويات قريبة من الصفر إلى 5%.
أشار أحد محللي السوق إلى أنه في حين أن تباطؤ التضخم فاجأ البعض، إلا إنه لن يمنع رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه في 26 يوليو، ولكنه سيضيف وزناً إلى وجهة النظر القائلة بأن ارتفاع يوليو قد يكون بالفعل الأخير في دورة رفع سعر الفائدة.
هل انتهى ارتفاع الدولار الأمريكي؟
أثبت الدولار الأمريكي مرونته في النصف الأول من عام 2023، مع بيانات الاقتصاد الكلي الأمريكية التي جاءت أفضل من المتوقع والتي أضافت إلى التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لم ينته بعد من سياسة التشديد.
لكن مؤشر الدولار لا يزال منخفضًا بنسبة 10 % تقريبًا من أعلى مستوى له في 20 عام التي تم تسجيلها في سبتمبر 2022، ومن المتوقع أن تضييق الفروق في الأسعار بين الدولار الأمريكي والعملات الأخرى ونرى استمرار انخفاض الدولار في الأشهر المقبلة، على الرغم من تأكيد البنك الاحتياطي الفيدرالي على تشديد سياسته وأثبتت البيانات الاقتصادية الأمريكية أنها أقوى من المتوقع.
مع اقتراب دورة رفع الاحتياطي الفيدرالي من نهايتها نتوقع أن تتقلص علاوة سعر الفائدة الأمريكية أكثر، خاصة بالنظر إلى توقف الاحتياطي الفيدرالي في يونيو، الجدير بالذكر أن البنك الاحتياطي الفيدرالي ترك أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع سياسته في يونيو، وكسر سلسلة متواصلة من 10 زيادات في أسعار الفائدة تمتد إلى مارس 2022.
توقعات بتراجع الدولار بنحو 15% أخري
قالت شركة بحثية إن الدولار الأمريكى قد يضعف بنسبة تتراوح بين 10% – 15% أخرى بحلول نهاية عام 2024، حيث يدفع تهدئة التضخم البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة
يقول أحد المحللين إنه مع استمرار انخفاض التضخم قد يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بحلول نهاية عام 2023 مما قد يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار، وبينما تفقد العملة الأمريكية الدعم الدوري قد تنكشف العيوب الهيكلية المألوفة في الولايات المتحدة مرة أخرى حيث يتراجع العوامل الداعمة.
وأضاف أن الارتفاعات التسع السابقة لأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي، بالإضافة إلى شروط الائتمان الأكثر تشددًا التي أثارتها أزمة البنوك، تشير بالفعل إلى أن التضخم يتجه نحو الانخفاض.
سجل التضخم أعلى مستوياته في الدورة في يونيو 2022، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاع بنحو 9.1% على أساس سنوي وهو أعلى معدل منذ نوفمبر 1981، ومع نهاية النصف الأول من العام وصل المؤشر إلى 3.0% في أقل وتيرة منذ مارس 2021.
ومع تباطؤ التضخم بوتيرة سريعة فمن المرجح أن يكون البنك الاحتياطي الفيدرالي وكذلك البنك المركزي الأوروبي قريبين من نهاية سياسة التشديد النقدي وتخفيضات أسعار الفائدة بدأت تلوح في الأفق.
انخفض مؤشر الدولار الأمريكى الذى يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية بنحو 2.6% منذ بداية شهر يوليو حتي الآن، بعد أن حقق مكاسب بنحو 7.9% على مدار عام 2022، ويتوقع الخبراء أنه بحلول نهاية عام 2024 قد يخسر الدولار نحو 10%- 15 % من قيمته.