هل الدعاء يغير القدر في الزواج أو المرض ؟

يلجأ الكثير من الأشخاص إلى الدعاء والسؤال إلى الله عند الوقوع في الكثير من المشكلات أو عند تمني أي حاجة، ولا يجد المسلم سوى الدعاء طريقه ومناجاة الله سواء عند المرض أو النجاح أو الزواج أو البحث عن الرزق أو عند المسائل المصيرية.
ولهذا فقد يفكر الأشخاص في كثير من الأحيان، هل فعلاً الدعاء يغير القدر عند المرض أو الرسوب بالامتحان أو عند الزواج مثلاً؟ وهل يغير الدعاء القدر عند الموت !
بحثنا في هذا الموضوع، ونقدم إليكم خلاصة ما توصلنا إليه كما هو دون أي تغيير
هل الدعاء يغير القدر في الموت
ورد عن الرسول عليه أفضل الصلوات قوله أن الدعاء يرفع القضاء، ولكن هناك أقداراً لا يغيرها الدعاء، وأن هناك نوعين من الأقدار هناك ما هو محقق وهناك ما هو معلق، وقد أوضح الله سبحانه وتعالى أن للإنسان قدر محقق وقدر معلق.
بالتالي فإن ما توصلنا إليه هو أن الأقدار المعلقة تتغير بالدعاء وهذا مثل أن يكتب الله سبحانه على إنسان أن يصاب بمرض، ثم يرفع عنه هذا المرض وذلك بسبب الدعاء، ولكن هل الدعاء يغير قدر الموت؟
في هذا الشأن، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والدعاء ينفع ممّا نزل وممّا لم ينزل، وإن البلاءَ لينزل فيتلقَّاهُ الدُّعاء فيعْتَلِجَانِ إلى يوم القيامة»، أي أن الدعاء والقضاء يتدافعان.
في رواية أخرى: لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء -و(يعتلجان) أي: يتصارعان، فأيهما غلب أصاب»
وهذا يشير إلى أنه لو كان الدعاء أقوى فإنه يزيل القضاء، أما إذا كان القضاء هو الأقوى فإنه يقع، وهذا يتعلق بالقضاء المعلق ليس المحقق.
هل الدعاء يغير القدر في الزواج
بالتأكيد الدعاء لا يغير علم الله، لكنه يغير ما في الكتاب المسطور الذي تطلع عليه الملائكة، وقضاء الإنسان قسمين، المبرم هو لا حيلة للإنسان فيه لأنه لا يتغير، وأن الله سبحانه وتعالى فعال لما يريد، وإذا أراد لشيء أن يكون فيقول له كن، ولا يُسأل عما يفعل.
هناك في حياة الإنسان قدر محتوم، وقدر مبرم، والله يعلم أن هناك دعاء، وهناك أحداثاً كتبت في الكتاب المسطور، وقد يخالف ما يحدث لأنه لا يمكن أن يخالف علم الله القائم في نفسه، ولا يطلع عليه لا نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا بإذن الله.
هل يتغير قدر الزواج من خلال الدعاء؟
إذا كان قد كتب في الكتاب المسطور أنني أرسب في الامتحان ودعوت الله بشدة أن ينجحني الله بالامتحان وقد وفقني الله للإجابة ونجحت وهذا مخالفاً لما كتب في الكتاب المسطور، وهذا الأمر يعلم الملائكة، لكن الدعاء قادر على أن يغير ما في الكتاب، لكن الله في النهاية يعلم أنني سأدعوه ويعلم أنه سيغير ما كتب في الكتاب ويعلم أنني سأنجح.