حديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما

إن للعلم أهمية دينية كبيرة فقد شجع الله والإسلام والسنة النبوية على العلم والعلماء، وجعل الله للعالم درجة مميزة حتى أنه فضله على المؤمن العابد، وفي حديث صحيح ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء.
وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر.
فوائد حديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما :
يظهر من الحديث الشريف أن طلب العلم من أسباب دخول الجنة، والعلم الشرعي يدل المتعلم على أسباب دخول الجنة مثل التوحيد والصلاة والصيام والزكاة والحج، ويدلك على أسباب دخول النار مثل الشرك والفسوق والبدع.
وإن طريق العلم ليس محصور فقط في الطرق الحسية مثل المشي من البيت إلى حلقة العلم أو إلى المسجد أو الجامعة، بل يشمل الطريق المعنوي مثل القراءة والبحث والاستماع للدروس.
ومن فضل الله تعالى أنه يسر للطالب طريق دخول للجنة ومنّ عليه بالعلم الذي يدخل به الجنة، وقد يسر الله له طريقه الحسي إلى الجنة ويكون معه برعايته ورحمته ولطفه في قبره وفي حشره وكذلك عند الميزان حتى يدخله الجنة.
وجعل الملائكة تكرّم طالب العلم فتضع أجنحتها له وهذا من أمر الغيب التي نؤمن بها ونصدقها وإن كنا لا نراها، فإكرام الله للمؤمن العالم الذي يعمل بعلمه ويعلمه للناس ويسخر له من في السموات والأرض لتستغفر له وتدعو له.