شرح قصيدة لامية الطغرائي pdf كاملة
هو مؤيد الدين
أبو إسماعيل الحسين بن علي الطغرائي المشهور بالطغرائي، ولد في عام 1061م، من بلاد فارس، اشتهر أنَّه أحد علماء الكيمياء المعروفين.
اهتم بهذا المجال بشكل كبير فكانَتْ له انجازات عظيمة، وهو شاعر من وزراء الكتّاب في ذلك العصر، ولقب بالأستاذ، وقد تعلَّم ودرس في أصبهان قبل الانتقال إلى بغداد حيث شعر بضيق الحياة فكتبَ قصيدته لامية العجم التي سيكون الحديث عنها في مقالتنا، وتوفي الطغرائي سنة 1121م مقتولًا على يد السلطان محمود بعد اتهامه بالزندقة.
شرح قصيدة لامية الطغرائي pdf كاملة
بعدَ حديثنا عن الشاعر الطغرائي، لا بدَّ من المرور على بعض إنتاجاته الأدبية، ولامية العجم تعد أبرز ما كتب الطغرائي أبدًا، وفيما يلي سوف يتم شرح بعض الأبيات في هذه القصيدة، والتي يقول فيها:
أصالة الرأي صانَتْنِي عن الخَطَلِ وحليةُ الفضلِ زانتني لدى العَطَلِ
أريد بسطة كفٍّ استعينُ بها على قضاءِ حقوقٍ للعلا قبلي
الشاعر يفتخر بنفسه فخرًا عظيمًا، وأنَّه سديد الرأي بشكل يحميهِ من الوقوع بالخطأ، فلا يقع في خطأ القول ولا الفعل،
ثمَّ ينتقل للحديث عن أمنياته فهو يتمنى أن يكون له مال يسير يعينه على قضاء احتياجاته في هذه الحياة للوصول إلى الرفعة والعلوِّ الذي يريد.
حبُّ السَّلامة يثني عزمَ صاحبِهِ عنْ المعالي ويغري المرءَ بالكَسَلِ
فإنْ جنحْتَ إليهِ فاتَّخِذْ نفَقًا فِي الأرض أو سلَّمًا في الجوِّ فاعْتَزِلِ
يقول الطغرائي في لامية العجم إنَّ حبَّ النفسِ والخوف عليها يوقع الإنسان في الخوف الذي يؤدي به إلى سقوط عزمه وإرادته خوفًا على نفسه من أي ضرر وأذى، مما يؤدي إلى خضوع المرء إلى الكسل وعدم المغامرة بالحياة.
ثمَّ يدعو الشاعر إلى الابتعاد عن الناس وتجنُّبِهم، وعدم العيش بينهم أو الدخول، والهروب إلى السماء أو الدخول تحت الأرض هربًا من الناس لأنهم لا يجلبون إلا الغم والهم.
ترجو البقاءَ بدارٍ لا ثباتَ لها فهلْ سمعْتَ بظلٍّ غيرِ منْتَقِلِ
إنَّ العلا حدثتني وهي صادقةٌ في ما تحدِّثُ إنَّ العزَّ في النَقَلِ
أعلِّلُ النَّفْسَ بالآمالِ أرقُبُها ما أضيَقَ العيشَ لولا فُسْحةُ الأمَلِ
يقول الشاعر إنَّه لا يرضى أن يبقى مقيمًا في مكان واحد؛ لأنَّ نفسَهُ تحدِّثُهُ بأن الطموح الأحلام التي يسعى إليها لا تتحقق إلَّا بالسفر والترحال، وان العلا حدَّثته أحاديث صادقة في سبيل نصحه وكانَ حديثها عن الترحال في سبيل الوصول إلى المشتهى والغاية.