ماذا تفعل الملائكة لطالب العلم

ثبت وورد في كثير من الأحاديث الشريفة أن الملائكة تنزل من السموات العلى الى الأرض لتحضر مجالس الذكر والعلم، وتجتمع في هذه المجالس وتحيط بمن فيها من علماء وطلاب علم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ..)
الملائكة وطالب العلم
فطالب العلم الذي يمشي ويسلك طريق العلم ويذهب إلى مجالس العلم له مقام عظيم ورتبة عالية عند الله تعالى وعند ملائكته، حيث تفرح الملائكة بطالب العلم، وتوقّره وتعظّمه، وتستغفر له وتدعو له، وتفرش أجنحتها تواضعاً له ورضاً بما يصنع من طلبه للعلم واجتهاده و في وسعيه في تحصيله، وتحمله وصبره في الذهاب إلى بيوت الله تعالى وغيره من الأماكن لطلب العلم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: (وإنَّ الملائكةَ لَتضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ رضًا بما يصنع)، وعندما تصعد الملائكة إلى السموات العلى تقوم بذكره عند الله عزّ وجلّ، فيذكره رب العالمين في الملأ الأعلى فيمن عنده من الملائكة، وهذا كله دليلاً على شرف طالب العلم عند الله تعالى وملائكته وعلو مكانته.
فضل العلم وطلبه
مدح الله تعالى العلم وأثنى على أهله، وبيّن أهمية طلب العلم، وحثّ عباده على التزوّد منه، فهو من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فيعتبر العلم في شريعتنا الإسلامية ذو مقام عظيم وفضل كبير وفيما يأتي بعض من النقاط التي توضح فضل العلم:
يعتبر العلم ميراث الأنبياء، فالأنبياء الكرام هم خير خلق الله، فهم لم يورثوا ديناراً ولا درهماً بل ورثوا العلم، ومن طلب العلم وحصّله فقد حظي بحظ عظيم وكبير، فالعلماء هم أمناء الله تعالى على الأرض في دينه ووحيه والعلماء أيضاً هم وورثة الأنبياء، ومرجع الناس إليهم، فالعلماء يحفظون الشريعة الإسلامية ويحكمون بأوامر الله تعالى، وهذا يدل على عظم قدرهم ومكانتهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ ، لم يُوَرِّثوا دينارًا ، ولا درهمًا ، إنما وَرّثوا العلمَ ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ).
فالعلم يبقى لصاحبه حتى بعد موته، حيث إن العلم لا يفنى ولا يزول بعد ممات العالم، بل يبقى حتى بعد مماته ولا ينقطع، حيث يستفيد منه غيره وينتفع به، مما يؤدي إلى مضاعفة أجره وزيادة حسناته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ..).
طلب العلم طريق لدخول الجنة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ)، وهو مصدر السعادة والخير في الدنيا والآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ).
العلم نور يبصر به صاحبه، ويستضيء به، فيتعرف من خلاله على ربه ويعرف كيفية عبادته، وكيف يخافه ويخشاه، وكيف يعامل الناس، ويعلمهم أمور دينهم ودنياهم، وكيف يصد الفتن التي يتعرض لها، ويعرف كيف يميز الحق عن الباطل.