اين دفن سيدنا يوسف
ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم، العديد من قصص الأنبياء وقومهم وقصص فيها عبرة وموعظة، ومن القصص الجميلة التي ذكرها القرآن بكامل تفاصيلها، ووردت سورة كاملة باسم صاحب القصة، هي سورة سيدنا يوسف التي تحكي قصة يوسف ومكر إخوته، وكيف نصره الله على كل الحقد والمكيدة التي وقع فيها.
قصة سيدنا يوسف كما وردت في القرآن الكريم :-
كان يعقوب (والد سيدنا يوسف)، في قلبه مكانة كبيرة ليوسف عليه السلام، وكان حبه واضح جدا، الأمر الذي جعل إخوة يوسف يغارون من ذلك الحب وبدأت الغيرة تدُب في قلوبهم، وبدأت المؤامرة من إخوته للتخلص من يوسف.
وفي يوم أخر يوف والده أن رأى منام، وفي المنام رأى الشمس والقمر، ورأي أحد عشر كوكبا يسجدون له، فأمره والده أن لا يقصص رؤياه على أحد، خاصة إخوته.
مؤامرة إخوة يوسف للتخلص منه:-
قرر إخوة يوسف التخلص منه ويلقونه في البئر، حتى ينفردوا بوالدهم ويصبح الحب لهم وحدهم، وطلبوا من والدهم أن يأخذوا يوسف معهم ليلعب أثناء رعايتهم للغنم، ثم أخدوه معهم وألقوه في البئر وعادوا لوالدهم، بقميص يوسف ملطخ بالدم، وأخبروا والدهم أن يوسف أكله الذئب، وأصاب يعقوب حزن شديد لما حدث ليوسف.
يوسف في داخل البئر:-
مرت قافلة من الطريق الموجود في البئر، ثم قامت القافلة بإلقاء دلو ليشربوا الماء، وعندما سحبوا الدلو خرج لهم يوسف، فرح الرجل برؤية الغلام يوسف، وقرروا أخذه وبيعه بدراهم معدودة، واخدوه لمصر وباعوه للوزير وأخذه لزوجته، وأخبرها أنه اشتراه وسيجعله ولدا له لعله ينفعه في الكبر.
بيت العزيز ويوسف:-
كبر يوسف في بيت العزيز، وعندما بلغ يوسف أشده أصبح شاب جميل الوجه حسن المظهر، فتنته إمرأة العزيز، وأردت أن توقعه بالخطيئة، ولكن يوسف كان حسن الُخلق، ورفض طلبها، واعتبر هذا الطلب خيانة للعزيز الذي أكرمه في بتيه، وهرب منها للباب، ولكن شدت قميصه من الخلف فتمزق في يدها.
حاول يوسف الهرب والخروج من الباب فوجد في وجهه العزيز، فبدأ امرأة العزيز بالبكاء والشكوى أن يوسف حاول اغوائها، ولكن شهد رجل أنه إن كان قميص يوسف ممزق من الأمام فهو كاذب وإن كان ممزق من الخلف فهو صادق، وعلم الجميع ببراءته، وعلى الرغم من ذلك قاموا بحبسه.
يوسف عليه السلام في السجن:-
قرر العزيز حبس يوسف لرد التهمة عن زوجته، وليضمن أن لا تقترب منه مرة أخرى، ومكث يوسف مدة في السجن وقد التقى هناك ساقي الملك وخباز الملك، وأخبروه بأحلامهم، وطلبا تفسير لتلك الأحلام، وفسر لهم أحلاهم، الأول يخرج من السجن والثاني يصلب عقابا له ويبقى مصلوب حتى تأكل الطير من رأسه، وبقى يوسف في السجن بضعة سنين.
خروج يوسف من السجن:-
أمر الملك أن يأتوا إليه بيوسف ليقوم بتفسير حلمه، لكن يوسف رفض حتى يظهر للناس براءته، ثم اعترفت امرأة العزيز بالحقيقة، وتم إخراج يوسف من السجن، وأكرمه وجعله وزير للخزنة.
لقاء يوسف باخوته:-
التقى يوسف بإخوته بعد سنين طويلة، وبعد أن عمَ الفقر على الناس في فلسطين، خرج إخوة يوسف من فلسطين لمصر لإحضار بعد الطعام، ودخلوا قصر العزيز وجدوا الوزير يوسف ولكنهم لم يعرفوه بينما هو عرفهم، وطلبوا منه بعض الطعام، ولكنه طلب منهم أن يحضروا أخاهم بنت بنيامين وسيعطيهم ما يريدون.
فرجعوا إلى أبيهم وطلبوا أخذ بينامين ولكنه رفض خوفا من أن يقوموا بقتله كما فعلوا مع يوسف، ولكنهم وجدوا الكثير من الطعام والمال مع أغراضهم، فرجعوا اخوة يوسف الى مصر، واحضروا معهم بينامين، وبقي بنيامين في مصر مع يوسف وعادوا اخوته بدونه وبكى يعقوب بكاء أفقده نظره.
ثم عادوا إخوة يوسف لمصر لإحضار بينامين، وأخبروا يوسف أن والدهم فقد نظره من الحزن، فأعطاهم قميصه وطلب منهم إلقاءه عليه فيعود له بصره، وعرفوا أنه اخوهم يوسف.
أين دفن سيدنا يوسف:
اختلفت الروايات حول قبر سيدنا يوسف عليه السلام، فالرواية الأولى تقول أن يوسف عندما توفى أراد الجميع دفنه بجوارهم، وقرروا دفنه قرب النيل في مصر، وعندما عرف سيدنا موسى قام بإخراجه ودفنه في بيت المقدس عند أهله.