خطبة الجمعة القادمة نقلاً عن وزارة الأوقاف
أعلنت وزارة الأوقاف عن خطبة الجمعة القادمة والتي تحمل عنوان ” السلام مع النفس والكون” في تاريخ 26 محرم للعام الهجري 1443 والذي يوافق التاريخ الميلادي 3 سبتمبر للعام 2021 وقد شدت الوزارة على أئمة المساجد بالالتزام بنص ومضمون خطبة الجمعة القادمة ونوهت على أن لا يزيد وقت الخطبة عن عشر دقائق بالنسبة إلى الخطبتين .
موضوع خطبة الجمعة القادمة
الدكتور محمد مختار جمعة وضح أن موضوع خطبة الجمعة القادمة عن السلام مع النفس والكون حيث أن السلام هو أصل الإسلام وقد قال أن السلام و الإسلام لهما نفس الأصل في اللغة وهو “سلِم” وجاء في حديث نبوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده” وهو ما يدل على أهمية السلام بالنسبة لجميع الناس وجميع الديانات .
خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف
تنص خطبة الجمعة القادمة على أن السلام قيمة إنسانية راقية حرص ديننا الحنيف على ترسيخها فديننا دين السلام ونبينا صلى الله عليه وسلم نبي سلام وتحيتنا في الدنيا تحية السلام والجنة هي دار السلام وتحية أهل الجنة في الجنة هي السلام وتحية الملائكة لهم هي السلام ولمكانة السلام وشرفه سمى الله عز وجل نفسه “السلام القدوس” .
إن السلام في الإسلام سلام شامل والمسلم الحقيقي متسامح مع نفسه في سلام حقيقي مع أهله وذويه وجيرانه وأصدقائه ومع جميع الناس من مختلف الديانات حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي ” المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده ” .
ونؤكد أن هذا السلام لا يتحقق إلا من خلال نفوس صافية تحكمها ضوابط إيمانية وإنسانية راقية من أهمها : أن يكون للإنسان وجه واحد ظاهره كباطنه لا أن يكون من ذوي الوجهين الذين يلقى الواحد منهم هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي ” إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ”
ومنها أيضا أن يكون الإنسان محبا للخير لجميع الناس و رحيما ودودا سهلا ليناً يألف ويؤلف حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” وأن يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر .
ومنها أن يؤمن كل إنسان بحق الآخر في الحياة الكريمة الآمنة المستقرة حيث أن الله عز وجل خلق الناس مختلفين حيث يقول الله تعالى ” ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ” .
وأن يؤمن الإنسان أن هناك قواسم إنسانية مشتركة أجمعت عليها جميع الشرائع السماوية يؤدي الالتزام بها إلى أن تسود الطمأنينة والاستقرار والسلام النفسي والسلام المجتمعي بين جميع البشر .
إن المسلم يجب أن يعيش في سلام مع الكون كله فلا يؤذي حيوانا ولا يحرق نباتا ولا يتلف شجرا ولا يتلف ثمرا إنما هو بناء معطاء يحب الخير لا الشر ويحب البناء لا يحب الهدم ويحب التعمير ولا يحب التخريب ولا يحب الإفساد في الأرض وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يصل إلى هذا السلام الكوني مع الجميع حيث قال الله عز وجل ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” ويتجلى ذلك حين دخل صلى الله عليه وسلم إلى بستان رجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأى الجمل النبي حن وذرفت عيناه فأتاه النبي ومسح على رأسه فسكت وقال لصاحب الجمل ” أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلى أنك تجيعه وتُدئبُه ” .